وفقًا لتقريروصلت لمنظمة “كارون” لحقوق الإنسان، أقدم “رعد سيلاوي” عامل عربي من منطقة “غيزانية” التابعة لمدينة الأحواز على الانتحار يوم الثلاثاء 29 مهر 1404 (21 أكتوبر 2025) بعد فصله من عمله.
وقد أثار هذا الحادث المأساوي قلقًا واسعًا بين الناشطين في مجال حقوق العمال وسكان المنطقة، باعتباره مثالًا مؤلمًا على الأزمات البنيوية المتمثلة في البطالة والتمييز في فرص التوظيف في المناطق النفطية التابعة لإقليم الأحواز.
تشير التقارير إلى أن “سيلاوي” كان يعمل في إحدى الشركات النفطية في منطقة الغيزانية لكنه فُصل مؤخرًا بسبب السياسات التمييزية في التوظيف التي تمنح الأولوية للعمال غير المحليين وتحرم أبناء المنطقة من فرص العمل.
وقد أدّت الضغوط الاقتصادية والنفسية الناتجة عن البطالة إلى دفعه نحو الانتحار. ويصف الناشطون المحليون هذه الحوادث المتكررة بأنها “موت بسبب البطالة” وهو مصطلح يُستخدم لوصف الأزمة الاجتماعية والاقتصادية المتفاقمة في الإقليم.
رغم أن “غيزانية” تقع في قلب المناطق النفطية شرق الأحواز وتضم عشرات الحقول النفطية، إلا أنها ما تزال واحدة من أكثر المناطق حرمانًا وتهميشًا.
فهي تشمل أكثر من 80 قرية تعاني من نقص مزمن في المياه والفقر الواسع والبطالة المرتفعة والتمييز في التوظيف. وغالبًا ما يُستبعد العمال العرب من مشاريع التنمية النفطية، ليُستبدلوا بعمال من مناطق أخرى، وهو ما فاقم الفقر والتوترات الاجتماعية والنفسية بين الشباب الأحوازيين.
يُعد هذا الحادث جزءًا من نمط متكرر في الغيزانية حيث يرى العديد من الناشطين أن المناطق النفطية في الإقليم قد تحوّلت إلى «أراضي موت» لجيل الشباب.
وفي مثال سابق خلال مرداد 1404 (أغسطس 2025)، حاول شاب عربي عاطل عن العمل الانتحار احتجاجًا على التمييز في التوظيف، لكن محاولته باءت بالفشل.
ويُحذّر الناشطون من أنه ما لم تُجرَ إصلاحات جذرية في سياسات التوظيف داخل الشركات النفطية وتُفرض رقابة حقيقية على أدائها، فإن ظاهرة “الموت بسبب البطالة” قد تتطور إلى أزمة اجتماعية عميقة تهدد الاستقرار في الإقليم بأكمله.

