أفادت مصادر مطلعة لمنظمة كارون لحقوق الإنسان بأن السلطات الأمنية الإيرانية قامت بنقل السجين السياسي الأحوازي، محمدعلي العموري، المحكوم بالسجن المؤبد، من سجن شيبان في مدينة الأحواز إلى أحد المقار التابعة لوزارة الاستخبارات في المدينة ذاتها. وقد تم هذا الإجراء دون أي إعلان رسمي من السلطات حول الأسباب الكامنة وراء عملية النقل أو الوجهة الجديدة للسجين.
يأتي هذا التطور في سياق تقارير متواترة توثق الانتهاكات الممنهجة التي يتعرض لها السجناء السياسيون في إيران، وخاصة أبناء القومية الأحوازية، داخل السجون ومراكز الاحتجاز المختلفة. وتشير هذه التقارير إلى حرمان هؤلاء السجناء من حقوقهم الأساسية وتعرضهم لأشكال متنوعة من التعذيب وسوء المعاملة.
يُذكر أن محمدعلي العموري، المولود عام 1977 وهو كاتب ومدون وناشط ثقافي أحوازي من مدينة المحمرة، قد اعتُقل في عام 2012 على خلفية نشاطه الثقافي والسياسي. وقد صدر بحقه حكم بالإعدام بتهمتي “المحاربة” و”الإفساد في الأرض”، قبل أن يتم تخفيف الحكم لاحقًا إلى السجن المؤبد عقب تقديم استئناف.
وقد سبق أن نُقل العموري في مناسبات عديدة إلى زنازين تابعة لوزارة الاستخبارات، حيث أفادت تقارير حقوقية موثقة بتعرضه لتعذيب نفسي وجسدي ممنهج خلال فترة احتجازه هناك.
نبذة عن محمدعلي العموري:
ينحدر العموري من مدينة المحمرة، وقد هاجرت عائلته إلى مدينة الخلفية عقب اندلاع الحرب العراقية الإيرانية عام 1980، حيث استقروا هناك حتى الآن. يحمل شهادة في الهندسة بمجال الموارد الطبيعية من جامعة أصفهان الصناعية. برز كأحد المؤسسين البارزين للمجلة الثقافية “التراث”، كما عمل مدرسًا في مدينة الخلفية. شارك أيضًا في تأسيس مؤسسة “الحوار” الثقافية، التي كانت مرخصة من قبل “المنظمة الوطنية للشباب”.
اضطر العموري إلى مغادرة إيران واللجوء إلى العراق عام 2007 عقب حملة قمع واسعة استهدفت النشطاء الأحوازيين، وقد اعترفت به المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة كلاجئ سياسي. ومع ذلك، قامت السلطات العراقية باعتقاله لاحقًا وزجت به في السجن لمدة خمس سنوات، ثم سلمته إلى إيران في 13 يناير 2011، على الرغم من حيازته على وثائق لجوء رسمية.
أعقب تسليمه حملة اعتقالات واسعة طالت زملاءه في مؤسسة “الحوار”، وقد أُعدم خلالها الشاعر هاشم شعباني والمهندس هادي راشدي، اللذان كانا من المؤسسين السريين للمنظمة، في سجن كارون عام 2014.
وفي مايو 2021، أكدت منظمة حقوق الإنسان الأحوازية نقله إلى سجن شيبان وهو على كرسي متحرك، وذلك بعد قضائه 19 يومًا تحت التعذيب داخل أحد مراكز الاحتجاز السرية التابعة لوزارة الاستخبارات.
كما دعت منظمة العفو الدولية في بيان صدر بتاريخ 24 مايو 2021 إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عنه وعن زميله في مؤسسة الحوار، مختار ألبوشوكه، وشددت على ضرورة توفير الرعاية الطبية العاجلة لهما.