نحن المنظمات الحقوقية الموقعة على هذا البيان نعرب عن عميق أسفنا وصدمتنا الشديدة إزاء الإجراء غير القانوني والمأساوي الذي أقدمت عليه السلطات في النظام الایرانی والمتمثل في إعدام ستة سجناء سياسيين من النشطاء العرب الأحوازيين فجر يوم السبت 12 مهر 1404 (الموافق 4 أكتوبر 2025) في سجن “سبيدار“.
إن هذا الإجراء الذي تم بأمر من السلطات القضائية الإيرانية ووفقًا للتقارير من دون أي محاكمة عادلة، يُعد انتهاكًا صارخًا للحق في الحياة وتجاهلًا فاضحًا للمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان والقانون الدولي.
وبحسب مصادر موثوقة فإن كلًّا من علي مجدم، معین خنفری، سید سالم موسوی، محمدرضا مقدم، عدنان آلبوشوکه (غبیشاوي) وحبيب دریس قد تعرضوا للتعذيب وسنوات طويلة من الاعتقال القاسي، كما حُرموا من الحق في الاستعانة بمحامٍ مستقل ومن محاكمة عادلة، قبل أن يتم إعدامهم سرًّا من دون إخطار عائلاتهم أو محاميهم المعيّنين.
وعلاوة على ذلك، لم تُسلَّم جثامين هؤلاء السجناء إلى عائلاتهم حتى الآن ولا يزال مكان دفنهم مجهولًا في انتهاك مضاعف للكرامة الإنسانية وحقوق الأسر المفجوعة.
كما تشير التقارير الواردة من مصادر داخلية إلى أن الأجهزة الأمنية الإيرانية قامت بتهديد وترهيب عائلات الضحايا وشيوخ القبائل المحليين، ومنعتهم من إقامة أي مراسم عزاء أو تعزية أو ختم في المساجد أو القاعات. وفي بعض المناطق، حُظر حتى بث القرآن الكريم أو إقامة الشعائر الدينية التي تُعد جزءًا من التقاليد المحلية للمجتمع العربي في الأحواز.
وقد أكدت منظمة “كارون” لحقوق الإنسان صحة هذه المعلومات من خلال مصادر محلية مستقلة.
وترى المنظمات الموقعة أن هذه الممارسات القمعية المنهجية تأتي في سياق سياسة التمييز والإرهاب المنظم ضد المجتمع العربي في الأحواز، وتعكس استمرار النهج الأمني وغير الإنساني للنظام الإيراني في مواجهة المطالب المدنية والسياسية لهذا الشعب.
كما نعرب عن قلقنا البالغ إزاء محاولات النظام الإيراني تبرير هذه الإعدامات عبر اتهامات باطلة من قبيل “الارتباط بإسرائيل” أو “التجسس”، مؤكدين أن هؤلاء السجناء محتجزون منذ عامَي 2018 و2019 وأن مثل هذه الاتهامات لم تَرِد مطلقًا في ملفاتهم القضائية الرسمية.
ويبدو أن هذا الخطاب الإعلامي التصعيدي الذي جاء عقب الحرب الإقليمية الأخيرة التي استمرت 12 يومًا، هو محاولة واضحة لتبرير القمع وصرف الأنظار عن حقيقة الإعدامات السياسية في الأحواز.
المنظمات الحقوقية الموقعة على هذا البيان تؤكد إدانتنا المطلقة لهذه الإعدامات الجماعية وتدعو المجتمع الدولي ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة وجميع الجهات ذات الصلة إلى ممارسة ضغط حقيقي وفعّال على حكومة النظام الایرانی من أجل وقف الإعدامات السياسية وإنهاء الانتهاكات الممنهجة ضد الشعب العربي الأحوازي.
لمنظمات الموقعة:
- منظمة كارون لحقوق الانسان
- منظمة “ایران” لحقوق الإنسان
- منظمة حقوق الإنسان “هانا”
- جمعية حقوق الإنسان في كوردستان – جنيف
- جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان في أذربيجان (أرك)
- مركز “رسانك”
- منظمة حقوق الإنسان الأحوازية (Alahwazi Organisation for Human Rights – A.O.H.R)
- منظمة حقوق الإنسان “كُردپا”
- حملة حقوق الإنسان في إيران
- منظمة احواز لحقوق الإنسان (AHRO)
- منظمة حقوق الإنسان “شيوار”
- جمعية الدفاع عن السجناء السياسيين الأذربيجانيين في إيران (آداپ)
- مركز مكافحة العنصرية في إيران

