وفقًا للتقارير التي تلقتها منظمة “كارون” لحقوق الإنسان، قامت قوات الأمن وشرطة الفضاء الإلكتروني (فتا) التابعة للنظام الإيراني، خلال الأيام الأخيرة، باستدعاء واعتقال عشرات من الناشطين الثقافيين والشعراء والفنانين العرب الأحوازيين في مدن متعددة من الإقليم، من بينها كوت عبد الله، والفلاحية والخفاجية والمحمّرة .
وجاءت هذه الموجة الجديدة من القمع بعد أن عبّر عدد من الشخصيات الثقافية والفنية الأحوازية عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن تضامنهم مع عائلات ستة شبان أحوازيين أُعدِموا فجر يوم 1 مهر 1404 الموافق لـ 23 سبتمبر/أيلول 2025.
وأفادت مصادر محلية لـ “كارون” أن شرطة فتا اتصلت هاتفيًا بعدد من هؤلاء الناشطين، متهمةً إياهم بـ«نشر محتوى تحريضي» و«الدعاية ضد النظام»، وطالبتهم بالمثول أمام المراكز الأمنية. وأضافت المصادر أن ثمانية من هؤلاء النشطاء أُفرج عنهم بعد ساعات من الاستجواب، شريطة التزامهم بوقف أو تقليص نشاطهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وقال أحد أقرباء المعتقلين في حديثه إلى كارون:
«ابننا لم يفعل سوى نشر “ستوري” على إنستغرام عبّر فيه عن رفضه لتنفيذ أحكام الإعدام بحق السجناء السياسيين، وأبدى تضامنه مع عائلات المُعدَمين».
وفي السياق نفسه، اعتُقل يوم الجمعة 18 مهر 1404 (10 أكتوبر/تشرين الأول 2025) الفنان عباس دغاغلة، المعروف فنيًا باسم «رشّاش»، وهو مغني راب عربي أحوازي. وحتى لحظة إعداد هذا البيان، لا تتوفر أي معلومات حول مكان احتجازه أو وضعه الصحي.
كما أفادت مصادر ميدانية باعتقال فارس كرم الله كعب، المصوّر والناشط الثقافي الأحوازي، في مدينة تستر. وأشارت التقارير إلى أن عناصر الأمن صادروا معدات التصوير والتسجيل والهواتف المحمولة الخاصة بهما أثناء عملية الاعتقال.
تُعبّر منظمة كارون لحقوق الإنسان عن قلقها البالغ إزاء استمرار حملة القمع ضد الفنانين والنشطاء الثقافيين الأحوازيين، وتطالب بـ الإفراج الفوري عن عباس دغاغلة (رشّاش)، وفارس كرم الله كعب، وجميع المعتقلين الآخرين، وبوقف استدعاء وتهديد العاملين في الحقل الثقافي والفني في الأحواز.

