تشهد إقليم الأحواز أزمة حادة في البنية التحتية التعليمية تتجاوز بكثير الأرقام الرسمية التي يعلنها النظام الإيراني.
فقد صرّح “محمدجعفر قائمبناه” نائب رئيس النظام للشؤون التنفيذية في الاقليم مؤخرًا بوجود أربعة آلاف صف دراسي متهالك أو مبني بالحجارة أو الحاويات المعدنية (الكونتینرات) في الاحواز مشيرًا إلى أنه “حتى الآن لم يُبنَ سوى 600 صف فقط” مع التخطيط لبناء 400 صف آخر بحلول نهاية العام.
غير أن التقارير الميدانية والمصادر المحلية المستقلة تكشف أن النقص الحقيقي في الصفوف الدراسية أكبر بكثير من الأرقام الرسمية حيث لا يزال آلاف الطلاب الأحوازيين يتعلمون في بيئات غير آمنة وغير مطابقة للمعايير التعليمية.
ويعكس هذا التفاوت الواضح بين البيانات الرسمية والواقع اليومي تخلّفًا هيكليًا ومتعمدًا في تطوير البنية التحتية التعليمية في الأحواز.
وخلال مراسم افتتاح مدرسة “فردیس إيران” في مدينة الأحواز، أشاد “قائمبناه” بجهود المعلمين والطلاب، مؤكدًا على «أهمية المشاركة الشعبية» لتحقيق ما سماه العدالة التعليمية، داعيًا المواطنين للمساهمة في معالجة هذه الأزمة.
المدرسة المذكورة التي تضم فقط 12 صفًا دراسيًا تمثل جزءًا بسيطًا من مشروع العدالة التعليمية، فيما تبقى أكثر من ثلاثة آلاف صف دراسي دون تجهيز أو ترميم، ويحرم عشرات الآلاف من أطفال الأحواز من حقهم في التعلم في بيئة آمنة ومناسبة.
هذا الواقع يفضح بوضوح الفجوة بين وعود الحكومات المتعاقبة للنظام الإيراني والاحتياجات الفعلية لأبناء الأحواز، ويؤكد أن الإحصاءات الرسمية لا تعكس سوى جزء ضئيل من عمق أزمة التعليم في المنطقة.

